1 رؤية الله تبارك وتعالى
صفحة 1 من اصل 1
1 رؤية الله تبارك وتعالى
رؤية الله تبارك وتعالي
صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيـد كم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتـنجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل - ثم تلا- للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" أخرجه النسائي
وعن صهيب قال:
"قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم موعداً عند الله يريد أن ينجزكموه قالوا ألم تبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر ولا أقر لأعينهم".
قال الله تعالي في كتابه الكريم وبين لنا من هم الذين ابيضت وجوههم وبالتالي أصبحوا في رحمة الله تعالي فأدخلهم جنته برحمته ثم منَّ عليهم بالزيادة أي يكافئهم برؤيته جل في عُلاه وذلك في قوله تعالي:-
"وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"آل عمران107 هؤلاء أهل طاعة الله عز وجل والوفاء بعهده . " ففي رحمة الله هم فيها خالدون " أي في جنته ودار كرامته خالدون باقون . جعلنا الله منهم وجنبنا طرق البدع والضلالات ووفقنا لطريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات . آمين .
" لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
وقوله تعالى: "ولا يرهق وجوههم قتر" أي قتام وسواد في عرصات المحشر كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة فالكفرة [ فإن الكفر كفر عقيدة والفجرة فإنه فـُجر فسوق ومعاصي ] من القترة والغبرة "ولا ذلة" أي هوان وصغار أي لا يحصل لهم إهانة في الباطن ولا في الظاهر بل هم كما قال تعالى في حقهم: "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً" أي نضرة في وجوههم وسروراً في قلوبهم, جعلنا الله منهم بفضله ورحمته آمين "ولا ذلة" أي مذلة، كما يلحق أهل النار، أي لا يلحقهم غبار في محشرهم إلى الله ولا تغشاهم ذلة.
روي من حديث أنس قال:
"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى وزيادة قال: للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم"
وعن أبي العالية عن أبي بن كعب قال:
"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله، في قوله: "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال: النظر إلى وجه الرحمن وعن قوله: و قيل: إن الزيادة أن تضاعف الحسنة عشر حسنات إلى أكثر من ذلك
روي عن ابن عباس (رضي الله عنه) . وروي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب. وقال مجاهد: الحسنى حسنة مثل حسنة، والزيادة مغفرة من الله ورضوان. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الحسنى الجنة، والزيادة ما أعطاهم الله في الدنيا من فضله لا يحاسبهم به يوم القيامة.
وقيل الحسنى البشرى، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، قال الله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" [القيامة: 22-23].
وقيل الزيادة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتمطرهم من كل النوادر التي لم يروها، وتقول: يا أهل الجنة، ما تريدون أن أمطركم؟ فلا يريدون شيئاً إلا أمطرتهم إياه. وقيل: الزيادة أنه ما يمر عليهم مقدار يوم من أيام الدنيا إلا حتى يطوف بمنزل أحدهم سبعون ألف ملك، مع كل ملك هدايا من عند الله ليس مع صاحبه، ما رأوا مثل تلك الهدايا قط، فسبحان الواسع العليم الغني الحميد العلي الكبير العزيز القدير البر الرحيم المدبر الحكيم اللطيف الكريم الذي لا تتناهى مقدورا ته
وقيل: أحسنوا أي معاملة الناس، والحسنى: شفاعتهم، والزيادة: إذن الله تعالى فيها وقبوله.
يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح: الحسنى في الدار الآخرة كقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" وقوله: "وزيادة" هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وزيادة على ذلك أيضاً, ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم, وما أخفاه لهم من قرة أعين وأفضل من ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه الكريم فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته.
فرؤية الله تعالي قال الله سبحانه وتعالي يا موسي ! لن تراني ، إنه لن يراني حي إلا مات ، ولا يابس إلا تدهده ، ولا رطب إلا تغرق ، إنما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ، ولا تبلي أجسادهم "
فلا ننسي عندما ناجي موسي عليه السلام قال أين أنت يا رب؟؟؟؟؟؟؟؟
قال موسي : يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك ، فإني أُُحسَ حِس صوتك ولا أراك فأين أنت ؟
فقال الله تبارك وتعالي :- " أنا خلفك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك . يا موسي : أنا جليس عبدي حين يذكرني ، وأنا معه إذا دعاني"
يروى أن سيدنا يحي بن زكريا – عليهما الصلاة والسلام – أكل ليلة من خبز شعير فنام عن ورده حتى أصبح فأوحي الله تعالي إليه:-
" يا يحي أوجدت داراً خيراً لك من داري أم وجدت جواراً خيراً لك من جواري فوعزتي وجلالي يا يحي
لو اطلعت إلي الفردوس اطلاعة لذاب شحمك ولزهقت نفسك نفوراً ، ولو اطلعت إلي جهنم اطلاعه لذاب شحمك ولزهقت نفسك اشتياقاً ، ولبكيت الصديد بعد الدموع ، ولبست الجلد بعد المسوح .
فلنعلم نِعم الله تعالي علينا علي العصاة منا وعلي المطيعين منا أي لابد أن نعلم أن لنا رب من أعظم منه جوداً وكرماً يكلأ عباده في مضاجعهم كأنهم لم يعصوه ، ومن كرمه أن يقبل توبة التائب حتي كأنه لم يزل تائباً .
من ذا الذي يقرع بابه فلم يفتح له ؟ من ذا الذي سأله فلم يعطه؟
من ذا الذي دعاه فلم يجبه ؟
سبحانه:- أمرنا فتوانينا ، ونهانا فعصينا ، وستر علينا ففجرنا ، وأعرض عنا فما بالينا ، وإن سألناه أعطانا ، وإن دعوناه أجابنا ، وإن مرضنا شفانا ، وإن سلمنا رزقنا ، وإن أقبلنا إليه قبلنا ، وإن تبنا غفر لنا ، هو التواب الرحيم.
هذا كله من فضله وكرمه علينا لأنه هو جل في عُلاه المنان الحنان فإن رضا رب العالمين علينا فالثواب كل الثواب لنا ومكافأتنا في دخولنا رحمة رب العالمين والجنة التي وعد المتقين بها مع رؤيته عز وجل فإنه لن يدخلنا في رحمته إلا عن طريق ذكره وحبه وطاعته سبحانه وتعالي وكل ذلك عندما يعلم سبحانه أن العبد علي يقين من قلبه أنه يعيش لله وبالله وعن الله
فأنه تعالي أوحي إلي داود:-
يا داود ، بلغ أهل رضائي أني حبيب لمن أحبني ، وجليس لمن جالسني ، وأنيس لمن أنس بذكري ، وصاحب لمن صاحبني ، ومختار لمن اختارني،
ومطيع لمن أطاعني ، بعزتي حلفت ما أحبني عبد أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قبلته لنفسي .
وأحببته أشد مما أحبني ، ومن طلبني وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني ، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها ، وهلموا إلي كرامتي ومصاحبتي ومجالستي وأنسوا بذكري أؤنسكم بي ، وأسرعوا إلي محبتي أسرع إلي محبتكم ، فإني خلقت طينة محبتي أحب إلي من طينة إبراهيم خليلي وموسي كليمي وعيسي روحي ، ومحمد صفيي ، وخلقت قلوب المشتاقين من نوري ونعمتها بجلالي وجمالي.
فما أعظم هذا الجود والكرم بعد ما أخطأنا يمـُن علينا بكل الخير إذا رجعنا إليه أي تبنا والتزمنا وعزمنا ألا نعود إلي معاصينا فأوحي الله تبارك وتعالي إلي داود :
يا داود لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلي ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إلي وتقطعت أوصالهم من محبتي.
يا داود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرادتي في المقبلين علي يا داود أحوج ما يكون العبد إلي إذا استغني عني ، وأرحم ما أكون بعبدي إذا أدبر عني ، وأجل ما يكون عندي إذا رجع إلي
فقال رب العالمين لعباد الرحمن الذين أطاعوه واتقوه جل في عُلاه
يا عبادي أعطيتكم فضلاً وسألتكم قرضاً ، فمن أعطاني شيئاً مما أعطيته طوعاً عجلت له الخلف في العاجل وذخرت له في الآجل ، ومن أخذت منه ما أعطيته كرهاً وصبَرَ واحتسب أوجبت له صلاتي ورحمتي وكتبته من المهتدين وأبحت له النظر إلي وجهي
صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيـد كم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتـنجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل - ثم تلا- للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" أخرجه النسائي
وعن صهيب قال:
"قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم موعداً عند الله يريد أن ينجزكموه قالوا ألم تبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر ولا أقر لأعينهم".
قال الله تعالي في كتابه الكريم وبين لنا من هم الذين ابيضت وجوههم وبالتالي أصبحوا في رحمة الله تعالي فأدخلهم جنته برحمته ثم منَّ عليهم بالزيادة أي يكافئهم برؤيته جل في عُلاه وذلك في قوله تعالي:-
"وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"آل عمران107 هؤلاء أهل طاعة الله عز وجل والوفاء بعهده . " ففي رحمة الله هم فيها خالدون " أي في جنته ودار كرامته خالدون باقون . جعلنا الله منهم وجنبنا طرق البدع والضلالات ووفقنا لطريق الذين آمنوا وعملوا الصالحات . آمين .
" لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
وقوله تعالى: "ولا يرهق وجوههم قتر" أي قتام وسواد في عرصات المحشر كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة فالكفرة [ فإن الكفر كفر عقيدة والفجرة فإنه فـُجر فسوق ومعاصي ] من القترة والغبرة "ولا ذلة" أي هوان وصغار أي لا يحصل لهم إهانة في الباطن ولا في الظاهر بل هم كما قال تعالى في حقهم: "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً" أي نضرة في وجوههم وسروراً في قلوبهم, جعلنا الله منهم بفضله ورحمته آمين "ولا ذلة" أي مذلة، كما يلحق أهل النار، أي لا يلحقهم غبار في محشرهم إلى الله ولا تغشاهم ذلة.
روي من حديث أنس قال:
"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى وزيادة قال: للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم"
وعن أبي العالية عن أبي بن كعب قال:
"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله، في قوله: "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" قال: النظر إلى وجه الرحمن وعن قوله: و قيل: إن الزيادة أن تضاعف الحسنة عشر حسنات إلى أكثر من ذلك
روي عن ابن عباس (رضي الله عنه) . وروي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة آلاف باب. وقال مجاهد: الحسنى حسنة مثل حسنة، والزيادة مغفرة من الله ورضوان. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الحسنى الجنة، والزيادة ما أعطاهم الله في الدنيا من فضله لا يحاسبهم به يوم القيامة.
وقيل الحسنى البشرى، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، قال الله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" [القيامة: 22-23].
وقيل الزيادة أن تمر السحابة بأهل الجنة فتمطرهم من كل النوادر التي لم يروها، وتقول: يا أهل الجنة، ما تريدون أن أمطركم؟ فلا يريدون شيئاً إلا أمطرتهم إياه. وقيل: الزيادة أنه ما يمر عليهم مقدار يوم من أيام الدنيا إلا حتى يطوف بمنزل أحدهم سبعون ألف ملك، مع كل ملك هدايا من عند الله ليس مع صاحبه، ما رأوا مثل تلك الهدايا قط، فسبحان الواسع العليم الغني الحميد العلي الكبير العزيز القدير البر الرحيم المدبر الحكيم اللطيف الكريم الذي لا تتناهى مقدورا ته
وقيل: أحسنوا أي معاملة الناس، والحسنى: شفاعتهم، والزيادة: إذن الله تعالى فيها وقبوله.
يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح: الحسنى في الدار الآخرة كقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" وقوله: "وزيادة" هي تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وزيادة على ذلك أيضاً, ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم, وما أخفاه لهم من قرة أعين وأفضل من ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه الكريم فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته.
فرؤية الله تعالي قال الله سبحانه وتعالي يا موسي ! لن تراني ، إنه لن يراني حي إلا مات ، ولا يابس إلا تدهده ، ولا رطب إلا تغرق ، إنما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ، ولا تبلي أجسادهم "
فلا ننسي عندما ناجي موسي عليه السلام قال أين أنت يا رب؟؟؟؟؟؟؟؟
قال موسي : يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك ، فإني أُُحسَ حِس صوتك ولا أراك فأين أنت ؟
فقال الله تبارك وتعالي :- " أنا خلفك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك . يا موسي : أنا جليس عبدي حين يذكرني ، وأنا معه إذا دعاني"
يروى أن سيدنا يحي بن زكريا – عليهما الصلاة والسلام – أكل ليلة من خبز شعير فنام عن ورده حتى أصبح فأوحي الله تعالي إليه:-
" يا يحي أوجدت داراً خيراً لك من داري أم وجدت جواراً خيراً لك من جواري فوعزتي وجلالي يا يحي
لو اطلعت إلي الفردوس اطلاعة لذاب شحمك ولزهقت نفسك نفوراً ، ولو اطلعت إلي جهنم اطلاعه لذاب شحمك ولزهقت نفسك اشتياقاً ، ولبكيت الصديد بعد الدموع ، ولبست الجلد بعد المسوح .
فلنعلم نِعم الله تعالي علينا علي العصاة منا وعلي المطيعين منا أي لابد أن نعلم أن لنا رب من أعظم منه جوداً وكرماً يكلأ عباده في مضاجعهم كأنهم لم يعصوه ، ومن كرمه أن يقبل توبة التائب حتي كأنه لم يزل تائباً .
من ذا الذي يقرع بابه فلم يفتح له ؟ من ذا الذي سأله فلم يعطه؟
من ذا الذي دعاه فلم يجبه ؟
سبحانه:- أمرنا فتوانينا ، ونهانا فعصينا ، وستر علينا ففجرنا ، وأعرض عنا فما بالينا ، وإن سألناه أعطانا ، وإن دعوناه أجابنا ، وإن مرضنا شفانا ، وإن سلمنا رزقنا ، وإن أقبلنا إليه قبلنا ، وإن تبنا غفر لنا ، هو التواب الرحيم.
هذا كله من فضله وكرمه علينا لأنه هو جل في عُلاه المنان الحنان فإن رضا رب العالمين علينا فالثواب كل الثواب لنا ومكافأتنا في دخولنا رحمة رب العالمين والجنة التي وعد المتقين بها مع رؤيته عز وجل فإنه لن يدخلنا في رحمته إلا عن طريق ذكره وحبه وطاعته سبحانه وتعالي وكل ذلك عندما يعلم سبحانه أن العبد علي يقين من قلبه أنه يعيش لله وبالله وعن الله
فأنه تعالي أوحي إلي داود:-
يا داود ، بلغ أهل رضائي أني حبيب لمن أحبني ، وجليس لمن جالسني ، وأنيس لمن أنس بذكري ، وصاحب لمن صاحبني ، ومختار لمن اختارني،
ومطيع لمن أطاعني ، بعزتي حلفت ما أحبني عبد أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قبلته لنفسي .
وأحببته أشد مما أحبني ، ومن طلبني وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني ، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها ، وهلموا إلي كرامتي ومصاحبتي ومجالستي وأنسوا بذكري أؤنسكم بي ، وأسرعوا إلي محبتي أسرع إلي محبتكم ، فإني خلقت طينة محبتي أحب إلي من طينة إبراهيم خليلي وموسي كليمي وعيسي روحي ، ومحمد صفيي ، وخلقت قلوب المشتاقين من نوري ونعمتها بجلالي وجمالي.
فما أعظم هذا الجود والكرم بعد ما أخطأنا يمـُن علينا بكل الخير إذا رجعنا إليه أي تبنا والتزمنا وعزمنا ألا نعود إلي معاصينا فأوحي الله تبارك وتعالي إلي داود :
يا داود لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلي ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إلي وتقطعت أوصالهم من محبتي.
يا داود هذه إرادتي في المدبرين عني فكيف إرادتي في المقبلين علي يا داود أحوج ما يكون العبد إلي إذا استغني عني ، وأرحم ما أكون بعبدي إذا أدبر عني ، وأجل ما يكون عندي إذا رجع إلي
فقال رب العالمين لعباد الرحمن الذين أطاعوه واتقوه جل في عُلاه
يا عبادي أعطيتكم فضلاً وسألتكم قرضاً ، فمن أعطاني شيئاً مما أعطيته طوعاً عجلت له الخلف في العاجل وذخرت له في الآجل ، ومن أخذت منه ما أعطيته كرهاً وصبَرَ واحتسب أوجبت له صلاتي ورحمتي وكتبته من المهتدين وأبحت له النظر إلي وجهي
مواضيع مماثلة
» رؤية المحتضر لملك الموت
» وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم للصاحبة رضوان الله عليهم
» صفحة جديدة مع الله فى خير أيام الله
» ترحيب بالاخت الغالية ( احبك يا الله )
» لا اله الا الله
» وصايا الرسول صلي الله عليه وسلم للصاحبة رضوان الله عليهم
» صفحة جديدة مع الله فى خير أيام الله
» ترحيب بالاخت الغالية ( احبك يا الله )
» لا اله الا الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى