هل لابد أن نمشي وراءها؟
صفحة 1 من اصل 1
هل لابد أن نمشي وراءها؟
الانسان مغرور.. فبرغم وجود آلاف الاسباب التي تدعو للملل.. نجد ان اتفه الأمور مثل دفعه لكرة بعصا البلياردو تكفي لإلهائه.. ويكتئب إذا لم يجد مصدرا للإلهاء.. ونستطيع ان نتعرف علي المزيد من الإلهاءات في كتاب تأملات باسكال وهو يعددها في عدة اشياء أولها المراهنات في سباقات الخيل مثلا, ثم إلهاءات العاب الفيديو جيم.. يتحدث عن الرياضة فيقول إنها تسلية وخداع وغشاوة وإيهام وحيل حواة اجتماعية, ثم يكلمنا عن السيارة ويقول انها الرمز الاعظم للإلهاء.. بالمصانع العالمية تنتج مليوني سيارة جديدة سنويا فيها من الابهار التكنولوجي ما فيها.. ساعية إلي موتورة المجتمعات,
ولكنه لاينسي ان السيارة ايضا هي نتاج حرية الطبقة الوسطي ولم تعد مركبة الآلهة كما كانت في الماضي بل هي متاحة الآن لكل مواطن.. ويقول علماء الاقتصاد اننا نعمل ساعة من كل خمس ساعات لكي ننفق علي السيارة.. وبعيدا عن إلهاءات باسكال دعونا نتساءل ماذا تبقي للانسان في عصرنا هذا من اختيارات بين عوالم السيارات والكمبيوتر والميكنة, صحيح ان طائرات الكونكورد وفرت أربع ساعات طيران فوق الاطلنطي.. والقطار فائق السرعة اختصر ساعات في المسافة بين القاهرة وأسوان.. ولكن السؤال مرة اخري هو.. ماذا فعل الانسان بفائض الوقت؟!
هل اصبح يعيش أوقاتا سعيدة أكثر؟.. كيف وهو يحيا عصر الرجل السيبرنيطيقي اي الشخص الحاسبي الذي تزرع الاقطاب الكهربية بمخه فيتحول إلي انسان منبهر يعاني من الهلاوس والتشتيت والانفجار المعرفي وإبهار الصور والتقنيات.. جاك ايلول في كتابه خدعة التكنولوجيا يقول لك ذلك وأكثر.. ويحذرك من الدعاية والاعلانات كلما ظهر منتج تقني متطور فإن ذلك يستدعي إجبار الناس علي استهلاكه بكل السبل والوسائل وهذا تترتب عليه حالة من العبث التكنو اقتصادي التي ترهق الناس خاصة في العالم الثالث الذي تصل فوائد ديونه إلي سبعمائة مليار دولار..
ويحذر من قيادة التقنيين والفيزيائيين للعالم إذ انهم يسعون إلي انتاج بشرية جديدة.. رقمية وتعسة في الاغلب الاعم.. ويستشهد بمقولة هنري اتلان.. الفيزيائيون متموضعون بين الكريستال والدخان, بينما العالم يعيش تحديات الفقر في العالم الثالث وتهديدات التقنية النووية المدمرة.. انه عصر الارستقراطيين الجدد الذين يصبحون اغنياء بلا حدود, بينما العالم الفقير يلهث وراءهم بلا جدوي.. انتهي عصر سقراط وبوذا عصر الحكمة, وبدأ عصر سوبرمان نيتشه.. ومن ينتج اكثر يصبح هو الاعظم.. ماذا يتطلب اذن من اي انسان جاء حظه ان يولد في هذا الزمان؟!.. ابدا..أربعة امور فقط..
أولا: يؤدي عمله بكفاءة في الأوقات المحددة.. ثانيا: ان يبتعد عن المشاركة والتدخل ويترك السياسيين يحكمون, والكنائس والجوامع تنشر السكينة, والاطباء يعالجون المرضي.. ثالثا: ان يكون مستهلكا جيدا.. رابعا: ان يسمع كلام الاعلام, وهنا يصبح الانسان مجرد حيوان استهلاكي ينضم إلي القطيع الالكتروني ويتم تنويمه مغناطيسيا امام شاشات التليفزيون.. وكير كجارد يقول كلما زادت الكتل الغوغائية.. زادت عبثية البث التليفزيوني.. والخلاصة هي ان الرهان علي العلمية وحده لايكفي فاكتشاف البنسلين مثلا لا يعوض مأساة هيروشيما, ومن الخطورة تقسيم الناس إلي عبقري شرير أو بطل طيب وغبي.. فالتكنولوجيا ليست كلها خيرا وسعادة للبشرية.. ونصيحتي كلما استمعت إلي كلمة تكنولوجيا تحسس عقلك ولاتغتر كثيرا بأنك انسان رقمي واسأل نفسك دائما هل لا بد ان نمشي وراءهم؟
ولكنه لاينسي ان السيارة ايضا هي نتاج حرية الطبقة الوسطي ولم تعد مركبة الآلهة كما كانت في الماضي بل هي متاحة الآن لكل مواطن.. ويقول علماء الاقتصاد اننا نعمل ساعة من كل خمس ساعات لكي ننفق علي السيارة.. وبعيدا عن إلهاءات باسكال دعونا نتساءل ماذا تبقي للانسان في عصرنا هذا من اختيارات بين عوالم السيارات والكمبيوتر والميكنة, صحيح ان طائرات الكونكورد وفرت أربع ساعات طيران فوق الاطلنطي.. والقطار فائق السرعة اختصر ساعات في المسافة بين القاهرة وأسوان.. ولكن السؤال مرة اخري هو.. ماذا فعل الانسان بفائض الوقت؟!
هل اصبح يعيش أوقاتا سعيدة أكثر؟.. كيف وهو يحيا عصر الرجل السيبرنيطيقي اي الشخص الحاسبي الذي تزرع الاقطاب الكهربية بمخه فيتحول إلي انسان منبهر يعاني من الهلاوس والتشتيت والانفجار المعرفي وإبهار الصور والتقنيات.. جاك ايلول في كتابه خدعة التكنولوجيا يقول لك ذلك وأكثر.. ويحذرك من الدعاية والاعلانات كلما ظهر منتج تقني متطور فإن ذلك يستدعي إجبار الناس علي استهلاكه بكل السبل والوسائل وهذا تترتب عليه حالة من العبث التكنو اقتصادي التي ترهق الناس خاصة في العالم الثالث الذي تصل فوائد ديونه إلي سبعمائة مليار دولار..
ويحذر من قيادة التقنيين والفيزيائيين للعالم إذ انهم يسعون إلي انتاج بشرية جديدة.. رقمية وتعسة في الاغلب الاعم.. ويستشهد بمقولة هنري اتلان.. الفيزيائيون متموضعون بين الكريستال والدخان, بينما العالم يعيش تحديات الفقر في العالم الثالث وتهديدات التقنية النووية المدمرة.. انه عصر الارستقراطيين الجدد الذين يصبحون اغنياء بلا حدود, بينما العالم الفقير يلهث وراءهم بلا جدوي.. انتهي عصر سقراط وبوذا عصر الحكمة, وبدأ عصر سوبرمان نيتشه.. ومن ينتج اكثر يصبح هو الاعظم.. ماذا يتطلب اذن من اي انسان جاء حظه ان يولد في هذا الزمان؟!.. ابدا..أربعة امور فقط..
أولا: يؤدي عمله بكفاءة في الأوقات المحددة.. ثانيا: ان يبتعد عن المشاركة والتدخل ويترك السياسيين يحكمون, والكنائس والجوامع تنشر السكينة, والاطباء يعالجون المرضي.. ثالثا: ان يكون مستهلكا جيدا.. رابعا: ان يسمع كلام الاعلام, وهنا يصبح الانسان مجرد حيوان استهلاكي ينضم إلي القطيع الالكتروني ويتم تنويمه مغناطيسيا امام شاشات التليفزيون.. وكير كجارد يقول كلما زادت الكتل الغوغائية.. زادت عبثية البث التليفزيوني.. والخلاصة هي ان الرهان علي العلمية وحده لايكفي فاكتشاف البنسلين مثلا لا يعوض مأساة هيروشيما, ومن الخطورة تقسيم الناس إلي عبقري شرير أو بطل طيب وغبي.. فالتكنولوجيا ليست كلها خيرا وسعادة للبشرية.. ونصيحتي كلما استمعت إلي كلمة تكنولوجيا تحسس عقلك ولاتغتر كثيرا بأنك انسان رقمي واسأل نفسك دائما هل لا بد ان نمشي وراءهم؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى